المملكة العربية السعودية- سند سوريا في أوقات المحن والأزمات

المؤلف: رامي الخليفة العلي10.19.2025
المملكة العربية السعودية- سند سوريا في أوقات المحن والأزمات

في منعطف تاريخي حاسم للأمة العربية، حينما ودعت سوريا حقبة محفوفة بالأوجاع والتحديات الجسام، واستقبلت واقعاً جديداً يكتنفه الغموض والمصاعب الجمة، تجلت الرياض كحصن منيع وملاذ آمن، باسطة ذراعيها لكل مناضل يتوق إلى الكرامة والحرية المسلوبة. في غمرة هذه اللحظات العصيبة، تجسدت حكمة القيادة السعودية ورؤيتها الثاقبة في تحويل المحن إلى فرص سانحة، مؤكدة التزامها الراسخ بدعم ومساندة إخوتها وأشقائها. لقد كانت الرياض منارة للأمل وشعلة للكرم المتدفق من قيادة واعية بدورها العربي والإنساني النبيل، تقف إلى جانب المحتاجين دون تردد أو أي اعتبارات مصلحية ضيقة. فبعد أن كانت أنظار الشعب السوري مثبتة على مشاهد التدهور والانتفاض في دمشق، تحولت هذه الأنظار سريعاً نحو عاصمة القرار العربي، الرياض، بحثاً عن يد العون والمساندة المخلصة في هذه اللحظة الفارقة. وبواقعية راسخة، ونظراً لعمق المأساة السورية واحتياجاتها الضرورية، أدركت المملكة العربية السعودية أن دعمها للأشقاء السوريين لا يقتصر على مجرد مساعدات إنسانية عابرة، بل يهدف إلى إرساء انطلاقة حقيقية نحو مستقبل أفضل ومشرق لهذا البلد الشقيق. وقد كان التواصل السريع مع الحكومة الجديدة في دمشق واضحاً ومُفعماً بالوعي للتحديات الماثلة، الأمر الذي أسهم في تخفيف حدة القلق لدى شرائح واسعة من الشعب السوري. وانطلقت قوافل المساعدات السعودية الضخمة غير المسبوقة نحو الأراضي السورية، حاملةً معها الأمل والغذاء والدواء. وقد جاء اختيار الإدارة الجديدة في سوريا للمملكة العربية السعودية كأول وجهة لوزير خارجيتها، أسعد الشيباني، ليؤكد على عمق الثقة والدور المحوري الذي تضطلع به الرياض في تعزيز الاستقرار السياسي والدبلوماسي في المنطقة. لقد كان الجسر الجوي والمساعدات المتدفقة رمزاً للوفاء والإخاء والتضامن الملموس، وهو ما أكده الدكتور سامر الجطيلي في تصريحاته الإعلامية بقوله: "ليس لها سقف محدد"، مؤكداً أن المساعدات ستستمر حتى يتحقق الاستقرار الإنساني المنشود في البلاد. وإلى جانب هذه الخطوات العملية، لم تتردد الرياض في استخدام نفوذها الدبلوماسي لرفع المعاناة وتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا. وفي "اجتماع رياض الأمل"، الذي استضافته العاصمة السعودية بترتيب دقيق ورعاية كاملة من القيادة الرشيدة، كان الحضور اللافت من الدول الغربية والعربية دلالة واضحة على التغيرات الإيجابية المرتقبة. لم يكن هذا الاجتماع مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل كان منصة حقيقية لإعادة صياغة ملامح المستقبل السوري، حيث تم تداول ملفات حيوية تتعلق بالاستقرار السياسي، ودعم الاقتصاد السوري، وإيجاد حلول ناجعة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري. وقد أسفر الاجتماع عن توصيات بالغة الأهمية، تضمنت دعوة دولية ملحة لرفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهل السوريين، بالإضافة إلى حشد الموارد لدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. لقد جسد هذا الاجتماع أبهى صور التعاون العربي والدولي في مواجهة التحديات، وفتح آفاقاً جديدة للتنسيق الوثيق بين دمشق والعالم الخارجي. هكذا هي المملكة على الدوام، ملجأ لإخوانها في أوقات الشدة والمحن، وقد وجد السوريون على مدى الأربعة عشر عاماً الماضية من يمسح دموعهم ويضمد جراحهم ويسعى بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ هذا الشعب المكلوم. وها هي اليوم المملكة، قيادة وحكومة وشعباً، تهب مرة أخرى لنجدة أشقائها بقوافل إغاثية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة